حفلة تنقيب مياه الشرب في تيغوناتين
حفلة تنقيب مياه
الشرب في تيغوناتين
(أول نوفمبر 2022)
أحر التهاني وجزيل الشكر لكل من شارك بشكل
مباشر أو غير مباشر في تحقيق مشروع حفر مياه الشرب لصالح سكان قرية "تيغوناتين" قرية أجدادنا. آملا أن تكون هذه المرة ناجحة على عكس التجارب المختلفة التي أجريت سابقاً.
خلال هذه المناسبة المخصصة ﻹحياء ذكرى هذا
الحدث في الحياة الاجتماعية للقرية، اجتمع الأهالي المقيمين وغير المقيمين بالقرية
في ساحة "تجماعت"
حيث دارت نقاشات كثيرة حول مواضيع مختلفة
منها ما يتعلق بحياة القرية وأهل القرية.
وبهذه المناسبة السعيدة أيضا، إلتقط
المشاركون العديد من الصور، وهو ما يدّل بوضوح على الفرح الجماعي واﻹحساس العميق
المرتبط بإشباع رغبة محققة عزيزة على قلوب أهالي قرية تيغوناتين إلى أعلى درجة.
بعد هذه اللقاءات، تم تقديم طبق أسطوري من
أصل شمال أفريقي أو بالأحرى بربري، وهو الكسكس التقليدي المطبوخ بالخضار ولحم
البقر والمرفق في تقديمه مع الحلويات والمشروبات، وذلك لجميع الضيوف: رجال ونساء وأطفال، حتى أن هذه الفئة اﻷخيرة استفادت من لعب
بلاستيكية.
بعد الوجبة الشهية، ذهب الرجال والأطفال
إلى المكان الذي تم فيه الحفر ليتم رشهم بماء الحفر، وذلك للتعبير عن فرحتهم. أما النساء فقد عبرن عن فرحتهن وحماسهن من خلال الأغاني والرقصات في
الطابق الأول من البيت الذي يتم بناؤه للإمام مستقبلا.
فعلا، لو عاد أسلافنا إلى الحياة وشاهدوا
هذا الجو والحدث السعيد، فسيذهلون ويمتلئون بالبهجة. ففي تلك الحقب، كان آباؤنا
وأجدادنا يحضرون الماء من منبع القرية المجاورة "فريحة"
داخل أوعية مصنوعة من جلود الماعز "أيدّيذ"
ويحملونها على ظهور الحمير أو البغال أو
على ظهور جداتنا المسكينات. لقد كانوا يضيئون في
الليل لوهلة قصيرة من الوقت بمصابيح الزيت قبل النوم، ويستخدمون الخشب المسترجع
للتسخين والطهي. كانت أزقة القرية ضيقة وصخرية وموحلة وغير مضاءة ويصعب الوصول إليها،
وكان النقل يتم بشكل عام على ظهور النساء والحمير والبغال.
يتمتع سكان القرية اليوم بالكثير من وسائل
الراحة في عصرنا، مثل: الكهرباء والغاز والمياه والنقل العام والمدارس والشبكات الاجتماعية
والتلفزيون والهاتف المحمول ووسائل النقل الآلية... إلخ. وذلك بعكس أسلافنا الذين عاشوا كل حياتهم في بؤس ومعاناة بشكل يومي. كل هذه الامتيازات التي نتمتع بها اليوم يجب علينا أن ندرك أنها أتت
بفضل شهدائنا الأبرار.
إلى يومنا هذا، لم يكن السكان يعرفون بعض
معايير هذا البئر، لاسيما نوعية المياه المكتشفة ومتوسط التدفق لكل ساعة وكل 24
ساعة، والاحتياجات الكمية للقرية، والتكلفة
وأصل هذا المشروع. ومع ذلك، فإن ثقتنا كاملة في المبادرين بهذا المشروع.
على سبيل المثال، يتراوح الاستهلاك الفردي
للماء في البلدان المتقدمة نوعا ما من 100 إلى 150
لترًا في اليوم، أو من 35
إلى 52 مترًا مكعبًا في السنة ولكل فرد. بما أن قرية تيغوناتين بها 60 مقيمًا دائمًا، بما في ذلك المقيمين المؤقتين، فإن متطلبات استهلاك
مياه الشرب لجميع سكان القرية يوميًا تتراوح ما بين 6 إلى 9
أمتار مكعبة. وبالتالي، يجب أن يتراوح متوسط التدفق بين 250 إلى 375
لترًا في الساعة. آملين أن يلبي هذا البئر الجديد الاحتياجات الاستهلاكية لسكان القرية. في هذه الحالة، لم نعد بحاجة إلى المياه التي تأتي من محطات الضخ في
النهر بكل مخاطرها فغالبًا ما تكون اﻷنابيب مسدودة بالحجر الجيري، والإمداد غير
منتظم، وأحيانًا غير موجود، وتكلفة باهظة مقارنةً بطبيعتها ومياهها غير الصالحة
للشرب، إلخ.
على ما يبدو، فإن منسوب المياه الجوفية
الموجود يزيد عن مائة متر، وهو عميق نسبيًا، وبالتالي، فإنه يوفر بالتأكيد مياهًا
أنظف كثيرًا بسبب ترشيح التربة.
لمعلومات أوفر عن قرية أجدادنا "تيقوناتين" يرجى اﻹطلاع على
الصفحة الرقمية: tigounatine.blogspot.com
Commentaires
Enregistrer un commentaire